شارلي شابلن الفنان الساطع في زمن الأبيض والأسود :
لطالما عُرف بشخصيته المرحة الجميلة ومشاهده المسلية والمضحكة، لكن وراء ذلك الفنان الكوميدي، حياة صعبة وكئيبة،
ولد شارلي في بريطانيا عام 1889 في عائلة فقيرة، مند طفولته هجر والده والدته ولم ينفق عليهم وتركه مع أمه يصارعان الفقر والجوع، ليزيد حال شارلي بؤسا أصيبت والدته بمرض مزمن ولم تستطيع رعايته والإعتناء به بسبب مرض والدته إنتقل للعيش مع والده مدمن الكحول وكان يضربه ويعنفه باستمرار ولكن والده توفي نتيجة إدمانه للكحول، وترك شارلي بلا معيل برفقة والدته المريضة وإضطر شارلي للعمل وهو ما يزال طفلا عمل في كل وضيفة يمكنه العمل بها إلى إن وصل لسن 19 وحصل على فرصة التمثيل في دور صغير ومن حسن حظ شارلي أن الشركة التي يعمل بها اتاحت له الفرصة لزيارة أمريكا، كان ذلك العصر عصر الأفلام الصامتة وقد قدم شارلي اول أفلامه عام1914 little tramp
في عشيرينيات القرن الماضي بدت حياة شارلي الفنية رائعة لكن حياته الشخصية كانت العكس تماما، أخبرته صديقته أنها حامل وأن عليه الزواج بها وبالفعل تزوجها ليكتشف أن حملها كان مجرد كذبة لتقنعه بالزواج منها، شارلي شعر بالخداع فطلقها بعد سنوات قليلة، وتكرر الأمر مع صديقته الجديدة ولكنها كانت هذه المرة حامل بالفعل فاضطر للزواج منها مرغما، وكما حصل مع زوجته السابقة لم يستمر الزواج طويلا، رفعت زوجته الجديدة قضية طلاق ضده واجبرته على دفع مبلغ 600 الف دولار.
نجاح وإبداعات شارلي كانت كلها في مجال الأفلام الصامتة، لكن كل ذلك على وشك ان يتغير مع إضافة خاصية الصوت للأفلام، شارلي لم يؤمن ان الأفلام بالصوت ستنجح، ولم يستثمر بها في الوقت اللازم وحيت أدرك شارلي كم كان مخطئا وحاول الوقوف على قدميه، إختار الإبتعاد عن الكوميديا وفي عام 1947 أنتج شارلي فلم الرعب monsieur verdoux وكان الفيلم الضربة القاضية لمسيرته الفنية أُعتبر مقززا وعنيفا جدا وأثار كراهية الناس والرقابة معا، مشاكل شارلي النسائية إستمرت،،، وفوق ذلك أتهم بالتعاطف مع الشيعية وأصبح مغضوبا عليه من قبل السلطات قرر شارلي بعدها أن يعود إلى بريطانيا بعد 40عام من العيش في أمريكا وفور خروجه من البلاد ألغت أمريكا تأشيرة الدخول الممنوحة له سنوات بعد خروجه من أمريكا أصيب شارلي بالمرض وأصبح مقعد وغادر المجال الفني بشكل شبه كلي، عاش شارلي حتى العام 1977 وتوفي عن سن يناهز 88عام.
شارلي المسكين لم يرتاح حتى في قبره فقام بعض العابثين ينبش قبره وإستخراج رفاته.
بالفعل هناك من يصنع الفرح للناس وهو لا يشعر به.
